مواصفات وجه المرأة الجميل كالتالي:
- أن تكون العينان في منتصف المسافة بين الرأس وأسفل الأنف حتى الذقن.
- المسافة بين العينين = عرض كل عين على حدة = عرض الأنف من أسفل
- المسافة من منبت الشعر حتى نقطة اتصال الأنف بالجبهة = طول الأنف = المسافة من أسفل الأنف حتى الذقن.
- أن تكون الشفة العليا متقدمة قليلاً إلى الأمام عن الشفة السفلى، وأن يكون طول العليا مساوياً لطول السفلى.
- أن يكون طول الأنف مساوياً لطول الأذن الخارجية.
- زاوية أسفل الأنف مع الشفة العليا يجب أن تكون أكثر من 90 درجة وأقل من 120 درجة.
ونكتفي بهذا المقدار من المواصفات الكثيرة للوجه الجميل لضيق المساحة، ومع استعدادنا الكامل لإرسالها لمن يرغب من البنات والشباب مجاناً، خاصة من الذين على وش زواج، كأبطال ليلة الخميس هذه لكي يحسنوا الاختيار، فلا يصبحوا على ما فعلوا نادمين. وما ذكرناه سابقاً، هو آخر ابتكارات خبراء جمال المرأة، من الذين يقدمون النظرية تلو النظرية حول هذا الجمال، آخرها هذه المواصفات والمقاييس للوجه الحلو التي ينصحنا بها هؤلاء الخبراء لكي يحسن الواحد منا اختيار شريكة حياته، أو ربما سكرتيرته.
ولا نندهش إذا صار للجمال اليوم خبراء وعلماء مثل خبراء الاقتصاد والبورصة والبترول، ومثل علماء الذرة والفضاء والأسلحة الفتاكة، فالجمال الذي نتحدث عنه، هو جمال المرأة وهذا غير الجمال الذي يتحدث عنه الفلاسفة ولهم فيه نظريات معقدة، وهذا الجمال الذي نقصده هو فعلاً من الأسلحة الفتاكة التي تستحق أن يكون لها خبراء وعلماء، لأنه كثيراً ما يجندل وزراء ويصرع قادة ويلقي بالرجال إلى القاع، مثلما حدث لوزير الترفيه البريطاني ديفيد ميللور مؤخراً، وقبله كثيرون كما أنه يلقي بهؤلاء إلى مصير آخر من الذي يخطر في بالكم ولا نجرؤ على ذكره. غير أننا قبل هذه النظرية المستحدثة في مواصفات جمال المرأة، والتي بدأنا بها هذه السطور، تعودنا أن نقرأ ونسمع لمثل هؤلاء الخبراء الفطاحل نظريات حديثة أخرى، منها ما يتعلق بالجسم أو الشاسي، ومنها ما يتعلق بالعيون أو أجهزة الإضاءة، ومنها ما يتعلق بالفم والأنف أو أجهزة التهوية والرادياتير، حيث جعل هؤلاء المرأة سيارة لها مواصفات وقياسات تتبدل من حين لآخر، ومن فصل إلى غيره، ومن موديل إلى نقيضه. وفي كل مرة نصاب بالحيرة، فمرة يقول لنا الخبراء إن المرأة الجميلة هي التي يكون فمها صغيراً كحبة الفستق، وبعدها بأشهر يقولون إن الجميلة هي ذات الفم الواسع، وهكذا حتى صار الواحد منا يفضل على نظريات هؤلاء الزواج عمياني، وهو وحظه مع شريكة حياته، وإلا فإنه سيظل، فيما لو سمع لهؤلاء وصدقهم، عزابياً طول عمره، مما يهدد الأرض بكارثة انقراض النسل وانعدام الخليقة. وأيام عنترة بن شداد، كان الوضع يختلف، إذ كان يكفي الرجال أن يعرف أن هذه عيطبول أو عيطموس أو دهثمة أو رجراجة أو سرعوفة أو عرهرة أو درماء أو برمادة أو رداح أو شنباء أو بهكنة أو خرعبة أو خبرنجة، وغير ذلك من أوصاف تلك الأيام، حتى يتوكل على الله ويختار المرأة التي تناسبه وتعجبه، أو كان يكفيه أن يعرف أن المرأة أنانة أو حنانة أو حداقة أو براقة أو شداقة، حتى يطلق ساقيه للريح طالباً اللجوء السياسي عند أول مضرب خيام يصل إليه. وبما أن شبابنا هذه الأيام، لا يمكن لأحدهم أن يقول لخطيبته إنه اختارها لأنها عيطبول أو عرهرة، خوفاً من أن تصفعه على وجهه اعتقاداً منها أنه يشتمها، فيبقى أمامهم اتباع نظريات الأحداث، فيأخذ الواحد منهم، عند ذهابه لطلب يد الفتاة التي يريدها شريكة لحياته، مسطرة وفرجار ونصف دائرة، وبقية علبة الهندسة المدرسية، لكي يقوم بعملية القياسات اللازمة ولو عثر هذا على ما يتمناه من جمال في شريكة حياته، يبقى يقابلني، ومهر التي وجدها على حسابي.
من كتاب (النظام العالمي الضاحك)، إصدارات البيان، 1998.