بعد صلاة العشاء، اجتمع الرجال كعادتهم في المسجد، ودار بينهم
في العتمة الدامسة استطعت أن أتذكر كيف أمسكوا بي، فقد
سحب المخدة، ألقى بها تحت رأسه، تمدد فوق السرير وفتح
كرمشت) الرسالة ووضعتها في جيبي.. ثم خرجت من البيت حاملاً
فجأة تألقت في عينيه اليانعتين نجوم، وللحظات ران عليه الحزن
كان آخر ثقاب في علبة الكبريت، أشعلت به السيكارة وأبقيته
ظل الطائر عمراً وهو معلق بين الأرض والسماء.. عطشان يرى
(1) حين نظرت إلى وجهك في المرآة هذا الصباح رأيت
(1) أمي ترقد في ظل العريش، وأبي حمل “المخرفة”([1]) وولّى
العمل هنا يبدأ قبل الدوام الرسمي، وينتهي قبل انتهائه أيضاً.