من المتوقع أن يصبح الكلب «بوب» عضواً في البرلمان البريطاني فيما لو أن الحظ حالفه وفاز في الانتخابات.
«بوب» مرشح عن حزب بريطاني اسمه «حزب المجانين المصابين بالهذيان»، «وهو من الأحزاب العجائبية الحلمنتيشية في المملكة المتحدة» ضد النائب العمالي في مدينة سوانسي المستر ليست الان وليامز الذي رحب ساخراً بترشيح «بوب» ضده ووصفه بأنه العضو الأكثر ذكاء في الحزب، حزب المجانين بالطبع.
لكن «بوب» تواجهه مشكلة، فعلى حسب متحدث باسم مجلس العموم البريطاني فإنه ينبغي لكل نائب أن يكون قادراً على توقيع اسمه.
وأعتقد أن الحزب المذكور لم يسمع عن الحمار الذي دخل الجامعة، وإلا فإنه سيسارع لإدخال كلبه المرشح إلى اكسفورد أو كمبردج ليتخرج منها بلقب دكتور.
وبما أننا اليوم نستريح مع مثل هذه الأخبار الطريفة فسنروي حكاية الحمار في الجامعة، كما سمعتها مؤخراً من صديق مصري، مع أن أكثرهم قد سمع بالحكاية من قبل كما أظن.
الحكاية أن أحدهم من المكارين العيّارين والأونطجية.. إلى آخر هذه التواصيف الشوارعية، رأى على طريق الجامعة واحداً من اللي في بالي وبالكم، وقد خلع نعليه واستقبل الجامعة وهو يبسمل ويحوقل، فلما سأله عرف منه أنه على وشك قراءة الفاتحة لسيدنا الشيخ، فصاحبنا ظن الجامعة بقبابها هي الجامع، فشرح له العيّار أن الجامعة تعني المدرسة التي لو دخلها الحمار يصبح دكتوراً أو محامياً أو مهندساً.
صاحبنا اللي في بالكم قرر إدخال حماره بعد أن أخذ الأمر بجدية وبعد أن استغل العيّار غفلته، وهكذا تمت الصفقة التي دفع لأجلها صاحبنا الساذج ١٠٠ جنيه لإدخال حماره إلى الجامعة، على وعد أن يتخرج منها بعد سنة طبيباً قد الدنيا وعليه القيمة والمستوى.
لكن المشكلة التي واجهت صاحبنا هي كيفية التعرف على حماره بعد عام، فحلها العيّار بكذبة، حين تذكر عيادة أحد الأطباء في أحد الشوارع، فقال لصاحب الحمار:
بعد سنة ستجد يافطة على الشارع الفلاني باسم الدكتور عوض فتح الله، اطلع له في العيادة وستجده مع المرضى.
بعد عام، ذهب الرجل يبحث عن العيادة حتى وجدها فأخذ قلبه ينبض فرحاً، لأنه بعد قليل سيرى حماره طبيباً وطول وعرض ووجاهة آخر ألسطة، ثم دخل على الطبيب فرحاً لكن الطبيب لم يتعرف عليه، ومع تكرار صاحبنا له بأنه الذي ألح على تعليمه وأنه صاحبه الوحيد، غضب الدكتور وضربه باللي في بالكم وألقى به خارج العيادة، فما كان من صاحبنا إلا أنه هز رأسه متأسفاً وهو يقول:
هو أنت لسه بترفس؟
ترى ما الذي سنقوله عن شامير في حال استمر في الرفس حتى بعد مؤتمر السلام؟
الأصح، ما الذي سنقوله عن المؤتمر؟
الإجابة متروكة لفطنتكم ولحسن اختياركم الألفاظ والعبارات.
من كتاب (خربشات في حدود الممكن)، إصدارات البيان، 1997.